حتى تتحقق مطالبنا

حتى تتحقق مطالبنا

احصائيات المدونة

مش مهم

المتابعون

القائمة البريدية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.



الدين ثم الوطن
د. سعيد رمضان

لقد دأب ساسة مصر في سبيل جمع الشمل على تقديم المعني الوطني على ما سواه وبلغوا في ذلك أنهم قالوا للمسلم والقبطي : وطنك أولا ودينك بعد ذلك وظنوا أنهم بذلك يحققون المراد ، ونحن نعتقد أنها محاولة فاشلة وغير كريمة وخطرة على المسلم والمسيحي على السواء ، فإن المسلم يقرأ في قرآنه " {قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكمْ وَأَبناؤُكمْ وَإِخوَانكم  وَأَزْوَاجكمْ وَعشيرَتكمْ وَأَموَالٌ اقترَفتموها وَتجارَةٌ تخشوْنَ كسادَها وَمساكنُ ترْضوْنها أَحبَّ إِليْكمْ منَ اللَّهِ وَرَسولهِ وَجهادٍ في سبيلهِ فترَبصوا حتى يأْتيَ اللَّهُ بأَمرِهِ وَاللَّهُ لَا يهدِي القوْمَ الْفاسقينَ} [التوبة : 24] 

وإن القبطي يقرأ في إنجيله " ابغض كل شئ ، لا تحب إلا الرب " فكيف يجوز أن يقول مسلم أو قبطي : وطني أولا وديني بعد ذلك ، انه إما أن يكون كذبا مع ربه فلن يصدق معك أبدا وإما كاذب عليك ولا تستقيم وحدة أساسها الكذب ، ان أثر الدين في أنفس الناس أعمق مما يظن الساسة اللهم إلا أن المقصود أن يجرد الدين من سلطانه وهذا – فضلا عن أنه وهم – فهو جناية رهيبة على الضمير الانساني الذي لا يمسكة الا وازع الدين ولا نظن أنفسنا بحاجة إلى التدليل الطويل على أن التاريخ الانساني لم يشهد مجتمعا فاضلا لا دين له.

فكيف السبيل إلى اجتماع الناس:
السبيل الذي لا سبيل غيره هو أن ننشد الصلة الحقيقية بين المسلمين والأقباط باسم الدين – لا على حسابه - فنقول للمسلم اقرأ قرآنك واذكر فيه قول الله " {لَا ينهاكمُ اللَّهُ عن الذِينَ لمْ يقاتلوكمْ في الدِّينِ وَلمْ يخرِجوكمْ منْ دِيارِكمْ أَنْ تبرُّوهمْ وَتقسطُوا إِليهمْ إِنَّ اللَّهَ يحبُّ المقسطينَ} [الممتحنة : 8]

ونقول للقبطي اقرأ انجيلك وتقرب إلى ربك باتباع ما فيه من تعاليم المسرة والمحبة والسلام ، اننا إن فعلنا ذلك أقمنا الدين حارسا على اجتماع الشمل المنشود وحللنا عقدة النفاق بين المسلم والقبطي ولم يعد أحدهما يتكلف ليخفي ما بينه مبين الله الذي خلقة وخلق وطنه والدنيا جميعا.

ان محاولة جمع الشمل على هذا الأساس يجد من الإسلام كل عون وسند فالمسلم مطالب أن يؤمن بكل نبي سبق ، بل إن دينه ليأمره أن يتتلمذ على عيسى عليه السلام " يا أَيهَا الذِينَ آمنوا كونوا أَنصارَ اللَّهِ كما قالَ عيسى ابنُ مرْيمَ للحوارِيينَ منْ أَنصارِي إِلى اللَّهِ قالَ الحوَارِيونَ نحنُ أَنصارُ اللَّهِ"[الصف : 14]  
 ، ويفرض عليه – في نور هذا الإيمان السافر – العدل بين الناس جميعا وتفويض الأمر فيما وراء ذلك لله " {فلذَلكَ فادْعُ وَاستقمْ كما أُمرْتَ وَلَا تتبعْ أَهوَاءَهمْ وَقلْ آمنتُ بما أَنزَلَ اللَّهُ منْ كتابٍ وَأُمرْتُ لِأعدِلَ بينكمُ اللَّهُ ربنا وَربكمْ لنا أَعمالنا وَلكمْ أَعمالكمْ لَا حجةَ بيننا وَبينكمُ اللَّهُ يجمعُ بيننا وَإِليهِ المصيرُ} [الشورى : 15]

نشر بمجلة صوت الشباب سنة 1952م.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

من أنا

شاب من ضمن الشباب بيحب بلده وبيعشق ترابها وبيتمني الخير لكل الناس

كلمات

يـا رب صـبِّرني وصبِّر إخوتي واكـتـب لقاءً في القريب الأسرعِ واشـف الـصدورَ وداوها من غلها وأزلْ سـخـائـمها وطهرْ وانزعِ واجـمـعْ شتات قلوبنا واحفظْ بها صـفـوَ الـوداد لأولـيائك أجمعِ يـا رب حـقـقْ جـمعنا في جنة بـجـوار فضلك في المقام الأرفعِ

الساعة الآن بتوقيت القاهرة

Cairo