فستذكرون ما أقول لكم

بين الغاية التي خلقنا من أجلها ، بين حب الله تعالى وحب رسوله ، 

وبين كلام ربنا وتعليمات نبينا ،

 بين هدي الخلفاء الراشدين
و فهم الصحابة الكرام ،

تدور أيام الصالحين ،

في حياة كلها سعادة ورضا ،

 حياة تسرى فيها روح الإيمان والقرآن التي تدفعهم للعمل الجاد وتطبيق ما أمر به الله بهمة عالية،

بدون إفراط ولا تفريط ، بقلب يهفو للآخرة ولا ينسى نصيبه من الدنيا.

ورغم توفر وتنوع مصادر المعرفة في هذا العصر إلا أن الفهم الأصيل والأصح غاب ،

 وغابت معه القيم الحميدة والأخلاق الرفيعة بسبب تشتت الأفكار والمراجع وكثرة الجماعات والخلافات.

وحتى بوجود الفهم يقل العمل والجهد رغم أن المفترض أن يحدث العكس ،

فما كان العلم إلا وسيلة للوصول لإتقان العمل الصالح مع الإخلاص في أدائه ،

 والخروج من دائرة التسويف والكسل والفتور لما يحمله صاحب العلم من مسئولية يحملها ويعيش همومها.

وبسبب الفتور الذي ينتابنا كثيرا - وأحيانا يكون بدون سبب مقنع - فنتعثر عن مواصلة الطريق ،

مما يجعل الإنسان يحمل كل التقدير لمن يحفزه مرة أخرى للنهوض والإسراع لتعويض ما فات ، 

 فكيف يستطيع الإنسان أن يستفيد من استثمار طاقتة وشبابه ليعلو بإيمانيته ويرتقي بروحه لعنان السماء.

اسأل نفسك وأجب بصدق بعد أن تفكر جيدا: 

هل تعتقد أنك الآن  بأعمالك و بإيمانياتك قد وصلت لمرتبة الصديقين والصالحين والمقربين ؟؟ 

قد ترد قائلا : 

على قدر اجتهادي وطاقتي أعمل ما في وسعي ولكن دائما هناك تقصير .

فأسألك مرة أخرى : 

والعمر يجري ويمر ،
ماذا بقى بعد كل تلك السنوات لم تفعله أو تنتظر أن تقوم به ؟

وما بقي من عمرنا أقل مما مضى ، 

فهل الأمر لا يستحق منك وقفة خالصة متجردة لله ، عسى الله أن ينفعك بها ؟؟ 

مؤكد الأمر يستحق ويستحق ، ولعلك تذكر ذلك بعد حين ، في حياة أخرى فتعرف كيف من الله عليك بهذه الوقفة.

سيظل دائما وأبدا الفهم والإخلاص هما المدخل لكل عمل صالح مؤثر ،
فلا تجعل الأيام والزمن وضغوط الحياة ورتمها البارد أن يؤثر عليم ويخرجك من دائرة الأولياء المجتهدين
غلى دارة أخرى تلهيك وتجرفك بعيدا عن طريقك الذي تمنيته لنفسك

والاستعانه بالله في كل خطوة وذكره على الدوام يعينك ويثبتك على الصراط المستقيم.

سيظل الرجل رجلا مهما طال الزمن

بشهامته 

وجدعنته

 وشجاعته

وبراءته

وأخلاقه

وطيبته

وصدقه

ومواقفة

وعمق يقينه

وسعة فهمه

أما الذين يصطنعون الرجولة بغير حق

أقول لهم

الرجولة لا تشترى بالمال 

فليست شهادة جامعية 

أو ورث يقسم من التركة
أو منحة من هنا أو هناك

الرجولة مواقف

ومواقف أشباه الرجال معروفة 

تفضحهم عيونهم 

وأحاديثهم

ولن يصلح الله عمل المفسدين